غالبا عندما يدخل الانسان مجال التطوير و يبدأ في التطبيق و يبدأ الكون في التفاعل معه، أوّل ردّة فعل تغمره هو رغبته في ان يخبر كلاحبابه بروعة هذا المجال و يا روع ما يقابله !
يجد الرفض او حتى الاستهزاء .. او ربما تجدهم كالاوراق الطائرة لا يلتقطون من كلامك شيئا و لا يستطيعون التمتع بحماسك هذا .. اوربما يعلنون عليك الحرب !
لماذا ؟ مالّذي يحدث ؟
ببساطة انها من اول الدروس التي تتعلّمها .. "عليكم أنفسكم ".. هذه رحلتك انت و الاخر ليس مطالبا بها مهما كانت درجة قربه.. و ليستمسؤوليتك أبدًا أن تقنعه او ان تأخذه معك لجنتك و رحلتك طالما لم يسألك ذلك و لم يرغب و يستعد لهذه الرحلة !
ستدرك مع الوقت و مع تعمقك في هذا المجال ان لكل روح خياراتها الخاصة .. و أنه في سماحك للآخر بأن يختار طريقه انت في الحقيقة تسمح لذاتك بان تكمل طريقك الخاص .. نعم انتما منعكسان .. و رحمتك بالاخر هي في الحقيقة رحمة لذاتك .. و تقبلك للآخر هو في الحقيقة تقبّل لذاتك .. عندما تدرك هذا جيدا ستشهد السماح و سيتجنب الاخر طريقك بيسر حتى و ان لم يوافقك مسارك
تطوّر بصمت .. فالتركيز فن و هذه الرحلة تحتاج تركيز و استمتاع و امتلاء باللحظة لتحظى باستقبال راقي و نقي ..
ستتعلّم في هذه الرحلة الكفاية .. فعندما تكتفي ستواصل الطريق بثقة .. لن تنتظر ان يدعمك الآخر و يعطيك شرعية توجهاتك و وجهاتك .. بالعكس ستستقبل من قوة اعظم منك و منهم مما يجعلك قادرا على الاستمرار .. لانك تتناغم مع هذه القوة .. ستجد نفسك كطفل هادئ مطمئن ينام بعمق في موطنه ..
لا تبحث عن شرعية ما تفعل في عيون الاخرين .. أعلم انك تغذيت من هذا كثيرا .. و أعلم جيدا ان طبيعتنا البشرية تحب هذا الغذاء.. لابأس تقبّل هذه الحاجة البشرية و استمر .. لا تتوقف أبدًا .. ليس عليهم دعمك .. تقبّلهم و تقبّل خيارك في اتمام رحلتك. و لا تنتظر انيعترف بك احد في مرحلة ما من هذه الرحلة ستدرك ان كل هذا غير مهم .. لانك ستلمس شيئا يغذيك بالنور .. و عندها ستكتفي و سترغب في ان تستمر..