يفرض نظام التعليم بشكل ما “ هوس التفوق “
و هو هوس يصيب كل من في المنظومة و ليس التلاميذ فقط
يعتبر المعلم المتفوقين حسب تقييمه نجاحا له .. مع أنه لا يوجد ربط مباشر
و تعتبر الوزارة عدد المتفوقين حسب نفس النظام نجاحا لها و لمنهجها
أما الوالدين فهم يعتبرون أنهم نجحوا في مهمتهم تجاه أبنائهم اذا تفوقوا في التربية و
الهندام و دراستهم و توجههم في الحياة .. و قاموا باختيار مسلك يعتبره كلّ المجتمع بالاتفاق تفوق
و يعتقد الوالدين أنهم يعطون حرية لأبنائهم .. إلا انهم يعطونهم حرية في نفس القفص .. قفص تعريفنا الخاص للتفوق
نظامنا الحالي من تربية بين العائلة و تعليم في المنظومة التي تتبع الانسان في أهم مراحل عمره تفقد و بشدّة وعي التفرد
و كيف يمكن لها أن تكسب هذا الوعي العميق .. الذي يحتاج لكلّ واحد منهم أن يغوص في ذاته غوصا شجاعا
في حقيقة الأمر لو فعل المعلّمون هذا قد يتركوا وظائفهم .. لأنها لا تمثلهم .. سيجدون أرواحهم متلهفة لأعمال أخرى في الحياة .. يستطيعون التنفس فيها بما يشبه تركيبتهم
و ستجد معلّمين آخرين ينضمون للصف .. لأن هذا هو الشيء الذي جاؤوا من أجله
دعنا من التعليم .. و لنتحدث عنك أنت .. ماذا فعل بك هوس التفوق ؟
هل أحسست يوما أنك أقلّ من أحدهم ؟
هل أحسست بأنك بحاجة لعمل اضافي لتكون مثل أحدهم ؟
هل شعرت يوما أنك السبب في جعل أحد والديك يشعر بالفشل .. لأنك لم تكن متفوقا بما فيه الكفاية ؟
هل شعرت بأنك مستبعد لأنك تفوقت هذه المرّة ؟
أم أنك قد تعبت بما فيه الكفاية لدرجة أنك لا تصدّق أي تفوق تصل له ؟
في كل الاأحوال أنت ضحية هذا الهوس .. الهوس الجمعي الذي أصاب الجميع
و اذا أردت أن تفهم اشعاع الضفة الأخرى .. ابحث عن حقيقتك .. هناك حيث لا وجود لمثل هذا التقييم المحدود
بشكل ما ستدرك نوعا خاص للتفوق .. تفوق لا علاقة له بالاخرين .. تفوق يفوق قدرة الاخرين على تقييمه .. انه تفرّد الروح و اذا ادركت هذه الحقيقة .. أستطيع أن أهنئك بنَفَسٍ يحتسب لك في هذه التجربة الأرضية